السبت، 5 يوليو 2014

الدارونية : قراءة كتب

تشارلز دراون هو الرجل رقم (17) في قائمة المئة الأكثر تأثيرًا عبر التاريخ "الخالدون المائة" ، قام دارون برحلة على مدى 5 سنوات على متن السفينة (بيغل) ، وقد سجل في رحلته هذه مشاهداته للأحياء التي انتهت بإطلاق كتابه أصل الأنواع عام 1859م ، الذين وافقوا دارون أو خالفوه لا يسعهم إنكار المصداقية التي اتسم بها في عرض نظريته ، فضلًا عن اجتهاده للوصول لما يراه حقيقة ، كان يرسل هنا وهناك ليتحرى الحقيقة ويقضي بقية وقته في الكتابة وتشريح العينات ، ولا غريب أن تحتفظ إحدى الجامعات بـ15000 رسالة لدارون.
ليس هدفي هنا الحديث عن كتاب أصل الأنواع ، سأبدأ ببعض الكتب العربية التي وقفت مع نظرية التطور لداروين ، البداية مع كتاب (قانون التطور) لعبدالله صالومة ، توقف مع نقطة "البقاء للأفضل" ورأى بديلًا لها "الارتقاء للأفضل" ، وذكر أن كلمة الأفضل تختلف حسب المرحلة فكانت تعني الأكثرة قدرة على التكاثر ثم الأذكى ثم الأكثر تنظيمًا وهكذا ، لفتني ذكره مصطلح "المجتمع العربي المتخلف" على أنها قد تعتبر مرحلة سابقة للمجتمعات الأوروبية والأمريكية المتقدمة ، كتاب آخر هو (نظرية التطور وأصل الإنسان) لسلامة موسى الذي سار على ذات النهج الذي يحاول فيه شرح أن الإنسان له سلف من أشباه القردة التي تعتبر كثدييات متطورة عن الزواحف المتطورة عن الأسماك.
بينما سعى بعض المؤلفين المسلمين إلى إعادة النظر في الآيات القرآنية ، واعتبارها أنها تحتمل معنى التطور لآدم من أسلاف سابقة ، منها فصل "موقف الدين من نظرية التطور" في حوار مصطفى محمود مع صديقه الملحد ، وكان د.مصطفى قد أثار قضية التناسخ في روايته العنكبوت وأشار للجسم الصنوبري كعضو معطل في جسم الإنسان ، الذي يعتبره التطوريون عضوًا أثريًا أو ضامرًا عن أسلافه المنقرضة ، وتأتي التأييدات الحقيقية للدارونية مع عبدالصبور شاهين في كتابه "أبي آدم" ، ومن بعده انطلق عمرو شريف لصياغة كتابه "كيف بدأ الخلق" ، وأشار مثلًا لكائنات وسيطة بين الزواحف والثدييات كآكل النمل ، وتحدث عن خلق الإنسان دينيًا ومن ناحية علمية.
تأتي بعض الكتب كهجمة مرتدة ليست على الداروينية فحسب ، بل على النوع المتأسلم منها وللذين آمنوا بالتطورية بتوجيه من خالق يسيرها ، منها كتاب "الداروينية المتأسلمة" لعمرو عبدالعزيز وناقش التناقضات في فكر الداروينية بنوعيها ، وضربة أقوى كانت من هارون يحيى في كتابه "خدعة التطور" وقد تناول ما رآه زيفًا وتدجيلًا في الحقائق ، وحاول ضرب الدارونية في مقتل من خلال نقض الأسس التي ترتكز عليه الدارونية استنادًا على مصادر معتبرة.

محمود الرواحي
@Mahmoodrawahi
5 يوليو 2014م