الجمعة، 2 مايو 2014

الدكتور في تويتر



كنا نسمع في حكايات أدبنا العربي عن "العسس" وهم الذين يعملون لدى الخليفة كاستخبارات ويخالطون الناس ، حتى يستروح لهم الناس فيفضون لهم بشكواهم عن النظام المهيمن ، والشكوى للعسس تنتهي بالسجن أو القبر ، نظام العسس تطور في عصرنا بما يتناسب مع روحه ، أستطيع أن أشخص المفهوم وفق عالمي الذي أنتمي إليه وهو الجامعة ، دائمًا كانت تصلني معلومات من تحت الطاولة عن طلاب يفشون أسرار زملائهم أمام الدكاترة المحاضرين ، يتطور الوضع لأن يتجه بعض الطلاب لفتح صفحات الفيسبوك وتويتر والمدونات أما أعين الدكاترة ، ليظفر ذلك الواشي بحظوة عند الدكتور وبالتالي المعدل الذي يرغب به ، كما يطفئ بعض الدكاترة نار فضولهم البغيض في معرفة ما هي وجهات نظر طلابهم تجاههم.

أنا أؤمن أن نجاح أي عملية ينبني على الحوار المتبادل بين طرفي القضية ، لكن المشكل في كثير من المحاضرين أنهم لا يتقبلون وجهات نظر طلابهم ، مما يجعل الطلاب ينسون البحث عن حل للمشكلة ويتجهون لتدوين مشاكلهم في وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد الفضفضة وحسب ، والعائق هنا أمام فضفضتهم أن هناك طلابًا كما ذكرت يعتبرون زبانية لهؤلاء المحاضرين ، فينقلون تقارير دورية عن زملائهم دون شعور بالحرج تجاه خيانتهم اللامسؤولة.

سمعت عن دكتور لا أذكر من أي دولة انتقده أحد طلابه في تويتر ، وفي محاضرة اليوم التالي جعل الدكتور تلك التغريدة خلفية لسطح مكتب جهاز العرض في الصف الدراسي دون أن يتحدث ، أسلوب الحرب الباردة هذا أحترمه كثيرًا ، فأجد أن الدكاترة الذي يؤنبون طلابهم على تغريدات ومنشورات أمر أكثر سخفًا ، خصوصًا أن بعض الدكاترة لا يتابعون طلابهم لكنهم وضعوهم في قائمة سرية ليطلعوا على جديدهم ، ولست أدري لماذا؟ ، يقول لي أحد الزملاء : إن حدث واستدعاني دكتور ليناقشني في تغريدة سأرفض إكمال الحديث بحجة أن الحديث لا يخصه ، وربما أركن لوجهة نظر زميلي فهو محق فيما يقول ، فرغم وجود كثير من المحاضرين في تويتر إلا أنهم لا يردون على طلابهم بينما يؤنبونهم في الحصص الدراسية وخلف أبواب المكاتب ، والأحرى بهم أن يتركوا ما لتويتر لتويتر ، وهنا أستغل الفرصة لأشيد بدكاترة أخذوا أريحية في التعامل مع طلابهم في تويتر حتى أنهم يناقشون طلابهم فيما يصعب عليهم في حياتهم الدراسية ، فهم ينزلون عن التكلف و (يمنشنون) بلغتهم السهلة الجميلة.



ختامًا .. أساتذتي الكرام : ألجموا كتابات طلابكم عنكم بحسن تعاملكم معهم ، وفي النهاية الكتابة حق مشروع للجميع فلا تسلبوا الكاتب حقه ..