كنا نسمع في حكايات أدبنا العربي عن "العسس" وهم الذين يعملون لدى الخليفة كاستخبارات ويخالطون الناس ، حتى يستروح لهم الناس فيفضون لهم بشكواهم عن النظام المهيمن ، والشكوى للعسس تنتهي بالسجن أو القبر ، نظام العسس تطور في عصرنا بما يتناسب مع روحه ، أستطيع أن أشخص المفهوم وفق عالمي الذي أنتمي إليه وهو الجامعة ، دائمًا كانت تصلني معلومات من تحت الطاولة عن طلاب يفشون أسرار زملائهم أمام الدكاترة المحاضرين ، يتطور الوضع لأن يتجه بعض الطلاب لفتح صفحات الفيسبوك وتويتر والمدونات أما أعين الدكاترة ، ليظفر ذلك الواشي بحظوة عند الدكتور وبالتالي المعدل الذي يرغب به ، كما يطفئ بعض الدكاترة نار فضولهم البغيض في معرفة ما هي وجهات نظر طلابهم تجاههم.
أنا أؤمن أن نجاح أي عملية ينبني على الحوار المتبادل بين طرفي القضية ، لكن المشكل في كثير من المحاضرين أنهم لا يتقبلون وجهات نظر طلابهم ، مما يجعل الطلاب ينسون البحث عن حل للمشكلة ويتجهون لتدوين مشاكلهم في وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد الفضفضة وحسب ، والعائق هنا أمام فضفضتهم أن هناك طلابًا كما ذكرت يعتبرون زبانية لهؤلاء المحاضرين ، فينقلون تقارير دورية عن زملائهم دون شعور بالحرج تجاه خيانتهم اللامسؤولة.
سمعت عن دكتور لا أذكر من أي دولة انتقده أحد طلابه في تويتر ، وفي محاضرة اليوم التالي جعل الدكتور تلك التغريدة خلفية لسطح مكتب جهاز العرض في الصف الدراسي دون أن يتحدث ، أسلوب الحرب الباردة هذا أحترمه كثيرًا ، فأجد أن الدكاترة الذي يؤنبون طلابهم على تغريدات ومنشورات أمر أكثر سخفًا ، خصوصًا أن بعض الدكاترة لا يتابعون طلابهم لكنهم وضعوهم في قائمة سرية ليطلعوا على جديدهم ، ولست أدري لماذا؟ ، يقول لي أحد الزملاء : إن حدث واستدعاني دكتور ليناقشني في تغريدة سأرفض إكمال الحديث بحجة أن الحديث لا يخصه ، وربما أركن لوجهة نظر زميلي فهو محق فيما يقول ، فرغم وجود كثير من المحاضرين في تويتر إلا أنهم لا يردون على طلابهم بينما يؤنبونهم في الحصص الدراسية وخلف أبواب المكاتب ، والأحرى بهم أن يتركوا ما لتويتر لتويتر ، وهنا أستغل الفرصة لأشيد بدكاترة أخذوا أريحية في التعامل مع طلابهم في تويتر حتى أنهم يناقشون طلابهم فيما يصعب عليهم في حياتهم الدراسية ، فهم ينزلون عن التكلف و (يمنشنون) بلغتهم السهلة الجميلة.
ختامًا .. أساتذتي الكرام : ألجموا كتابات طلابكم عنكم بحسن تعاملكم معهم ، وفي النهاية الكتابة حق مشروع للجميع فلا تسلبوا الكاتب حقه ..
فعلاً كلامك يعكس الواقع
ردحذفأتمنى أن يترك بعض الدكاترة تكلفهم الكبير حتى في اﻷلقاب، وجدت في دراستي بالخارج يرفض الدكاترة والمعلمين واﻷساتذة تسميتهم بمسماهم الوظيفي او المتعلق بالشهادى العلمية ويعتبرونه تقليلا من الاحترام فهم لديهم أسماء ويكون النداء باسمهم اﻷول فقط!
ردحذفهذا الشئ البسيط لتنازل المعلم والدكتور حتى عن لقبه العلمي أثناء المخاطبة يجعل الجو بين الطالب والمعلم أكثر راحة لتبادل الحديث العفوي و النقاش والحوار حتى الانتقاد وغيره
حذفأتمنى أن يترك بعض الدكاترة تكلفهم الكبير حتى في اﻷلقاب، وجدت في دراستي بالخارج يرفض الدكاترة والمعلمين واﻷساتذة تسميتهم بمسماهم الوظيفي او المتعلق بالشهادى العلمية ويعتبرونه تقليلا من الاحترام فهم لديهم أسماء ويكون النداء باسمهم اﻷول فقط!
ردحذف