الخميس، 27 مارس 2014

نظرة للاختلاط في #جسق ومؤسسات التعليم العالي


الاختلاط .. ربما يمثل حاليًا موضوعًا مؤرقًا لدى كثيرين ، وبالتأكيد لا يحق لي أن أتحدث عن الموضوع كرجل دين أو مشرّع فلست أيًا منهما ، تذكرت وأنا أريد الكتابة عن الموضوع قصة ذكرها أحد الأقارب حيث يذكر لنا أن أحد زملائه بجامعة خليجية تأخر في خطته الدراسية عن أقرانه واضطر أن يسجل مادة لم يسجلها غيره من الذكور، في تلك الجامعة التي تفصل فصول الطلاب عن الطالبات ، وبالطبع لم تتح له الجامعة فرصة الدراسة في فصل الطالبات ، وإنما هُيء له فصل دراسي يُنقل له بالفيديو شرح الدكتور للمحاضرة من فصل الطالبات مباشرة ، ويعلق أحدهم لم لا تحذو جامعتنا حذو هذه الجامعات في الاختلاط إن أرادت أن تكون الجامعة مشتركة مراعاة للتكاليف الاقتصادية.

نبدأ بتناول القضية من المحور الأول ، والذين يقولون أن الاختلاط أو دونه هو واقع لا نستطيع تغييره من جامعاتنا ، وليس بيدنا إلا حلين أولهما أن نمنع بناتنا وأخواتنا من مزاولة الدراسة في الجامعات المختلطة وعلى رأسها جامعة السلطان قابوس، والحل الآخر هو الرضى بحال تعليم العالي كما هو ، ويرى البعض أن منع المرأة من مواصلة تعليمها ربما هو وقوف في طريق مستقبلها ، حيث أن هذا التصرف هو محاولة للقيام بتجهيل ضمني أو حصر لعقلية تفكير النساء في المجتمع وعلى مدى ضيق ، يقول لي أحدهم أن مشاهداته – ولا أدري عن تفاصيل هذه المشاهدات- تجعله لا يمانع إطلاقًا في منع أخواته وبناته من دراسة التعليم العالي ،  فهو يرى أن المرأة ترغب في الدراسة لأحد سببين الأول غيرتها من قريناتها اللاتي تراهن يكملن تعليمهن ، والسبب الآخر هو أن دراسة المرأة ومن بعد ذلك التحاقها بالعمل هو ورقة ضغط على الرجل في المستقبل وذلك حين تتوفر لديها قدرة مالية تجعلها قادرة على التمرد على كثير من أوامره.

 وعلى كل هؤلاء الذين يمتلكون هذه الفكرة وليس لديهم مشكلة أن يفصحوا عنها في وسائل التواصل الاجتماعي يواجهون أحيانًا أسئلة معلقة من طالبات في خضم الدراسة الجامعية:

·         هل ما يحدث هو اختلاط فعلًا؟ خصوصًا أن جامعة السلطان قابوس على سبيل المثال لها من الإجراءات الشيء الكثير الذي قد يقلص اتساع النظرة السوداوية في أعين كثيرين ، لاسيما تلك المتعلقة في إجراءات الدخول والخروج من الجامعة ، فضلًا عن متابعة الأمن المستمرة لكثير مما يحدث ، وطبعًا لا يوجد احتواء متكامل لكنه يفي بالغرض.

·         هل نحن مطالبون بتبرير دراستنا في الجامعة؟ ، الملفت أن هذا السؤال يطرحنه بعض الطالبات لقريناتهن اللاتي يجبن المجتمع أن المرأة شاركت مع الجيوش كمقاتلة وممرضة في طفولة الدولة الإسلامية وبين نبيها ، فلم هذا الهجوم على دراسة الطالبات في الجامعة وهن في محفل دراسة لا يقل شأنا عن المهام التي كانت تمارسها المرأة المسلمة قديمًا وذلك وفق الضوابط الشرعية بالتأكيد.

·         هل المشكلة في الاختلاط أصلًا؟ ، وجهة نظر أخرى ترى أن الاختلاط ليس هو المشكلة الفعلية أصلًا وفق النسق الملتزم الذي يسير عليه حاليًا ، وإنما أن الخروقات المشاهدة والتي تعمم في مؤسسات التعليم العالي على الجميع هي تراكمات للتساهل التربوي لدى الأسرة بالدرجة الأولى ، فضلًا عن العوامل الأخرى المتعلقة بالعصر والتي تفرض على كل شخص أسرًا وهمية في العالم الإلكتروني شاء أم أبى.

يخبرني كثيرون أن المشكل كل المشكل في الاختلاط هو صرعات اللباس التي تظهر كل مرة ، ويعلق أحدهم ساخرًا "حتى العباءة صارت بحاجة لعباءة أخرى" ، وعلى كل هذه المشاهدات الفردية ربما لا ينبغي أن تعمم على الوضع العام ، بجانب أن المرأة في دور التعليم العالي صارت أقل صبرًا حين يُتناول هذا الموضوع  في وجهها بهذا الاستخفاف ، فهي ترى أن التعليم العالي موجود على هذه الوضعية هو الموجود ، وحنق المجتمع غير مبرر إطلاقًا خصوصًا أن الاختلاط في مؤسسات التعليم العالي كجامعة السلطان قابوس يعتبر مقبولًا جدًا، هذا إن اصطلح على تسميته اختلاط أصلًا ، ولا توجد صفقة للاختيار بين التعليم واللاتعليم (اتقاء للاختلاط) ، إنما الخيار هو في كلا الحالتين هو مضي مع الاختلاط بشكله الحالي والاختيار بين أن يشرف الشخص أهله بأخلاقه أو العكس.

 

على فكرة ما كتبته لا أريد أ أكون به ضد أو مع أحد ، أنا طالب في فصلي الأخير بجامعة السلطان قابوس ، ولا يعني لي كثيرًا بعض التعليقات الغير مبررة ، كل ما كتبته هو خلاصة ما سمعت ورأيت .. ودمتم بخير :)

هناك 6 تعليقات:

  1. قضية شائكة والحديث عنها واسع جدا وله جوانب كثيرة.. بشكل عام أعتقد أن هذا الاختلاط لم ولن يتأثر به سلبا الطلاب والطالبات المحافظون على أخلاقهم وتربيتهم "بل يمكن أن يتأثروا به إيجابا في بعض الأحيان" .. وبالنسبة لمن ضيّع في تربيته ومبادئه، ليس بسبب الاختلاط -أعتقد- ولكن سيجد في الاختلاط بيئة مناسبة لممارسة تبعات تخليه عن تربيته ودينه، وهذه الحالات هي سبب الهجوم على الاختلاط، ولا يمكن إنكار أن هذه مشكلة أخلاقية كبيرة جدا! "مع النظر أن هذه الممارسات يمكن أن تقع في غياب البيئة المختلطة".. وفي كل الأحوال إن وجد خيارا لبيئة غير مختلطة سيكون جيد.

    *بعيدا عن فكرة الاختلاط، بالنسبة لمن يعتقد أن تعليم المرأة يهيئها للتمرد عليه، أتوقع أنه يعاني ضعفا وتشككا حيال قدرته كرجل بيت مستقبلا فيريد تجنب ما يزيد من قلقه "متوهما طبعا".

    **المقال متسلسل الأفكار وجميل.
    شكرا

    ردحذف
  2. مقال جميل بأفكاره
    شدتني فكرة هل المشكلة في الإختلاط نفسها؟؟
    أنا طالبة سنة رابعة في الجامعة لكن مطلقا ما تعرضت لموقف سيء ممكن أنسبه للإختلاط نفسه

    أحس فكرة التعلم تجعلنا مرنين أكثر في نظرتنا لمثل هذي المواضيع..
    الأجيال القادمة تحتاج منا وجهة نظر أقل تعصبا..

    شكرا لإثارة القضية مرة أخرى..

    ردحذف
  3. جزاك الله خير محمود الموضوع شيق جدا وأفكاره متسلسلة ووافية


    اما لحل هذه المشكلة
    الحل واضح ولا يمكن لأي أحد ان ينكره
    والمنكر له يعتبر غير أهلا لتحدث في هذه القضية


    الى متى نتجاهل ان الدين هو أساس الحياة
    والقران هو الدستور الذي يحل جميع مشاكل الأمة

    وللعلم التخلف الذي وصلنا اليه هو بسبب ابتعادنا عن الدين


    الاختلاط محرم شرعا
    الا في مواضع ضيقة جدا
    تاتي في صريح الاية (( واتقوا الله ما استطعتم))

    ولو قال قائل ان النساء كانن يمرضن المصابين فالحرب
    فنقول وجه الشبه موجود ما شاء الله فالحشمة والعفة والحياء
    الا من رحم الله

    ولا تقول ان هذا من سوء خلق الشخص
    سبحان الله اذا ناس كلهم حسن خلقهم لكانوا ضامنون البيت الذي في أعلى الجنة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))
    واخر الحديث هو الشاهد من كلامي

    فسوء الخلق موجود
    فاحرص على الا يكون السبب مركب أي اجتماع عدة بواعث على الحرام على الأقل


    فالنهاية ان أردنا العزة فالعزة بالدين لا بغيره

    وصلى الله عليه وسلم والحمدلله رب العلمين

    ردحذف
  4. فتحت لهن بابا كان شبه مغلق

    ردحذف
  5. الردود
    1. المشكلة ليست في الاختلاط..بل في العقول التي تُقيّم الاختلاط.

      حذف