أثق
جدًا أن الحقيقة أمر بغاية الصفاء ، لكنني ربما لن أواصل مجاملتها لأصفها باللذيذة
، فهي التي أراد عنترة أن يستلذها بعزة رغم مرارتها (بل فاسقني بالعز كأس الحنظل)
، نحن كائنات لا تستطيع استساغة طعم بهذا التركيز في شربة واحدة ، ربما نحتاج
لمزيد من الزمن لنصل إلى كنهها ، الحقيقة نور محض يعمي الناظر إليه ، وطاقة كهربية
سنصعق منها إن جرت على أسلاكنا العصبية.
آمن
الإنسان القديم أن قوة ما يأكله ستنتقل إليه ، لذا وصل به الطموح لأن يحاول التهام
الرب ، وحين عجز عن ذلك صنع التماثيل على هيئة الرب التي يراها ، كصنم التمر الذي
أكله عمر ربما ، أو كالآلهة المكسيكية التي صنعت عجينتها قبل التهامها من الدقيق
ودماء أطفال ضحي بهم ، ربما سيتحول الإنسان إلى كائن بهذه الوحشية للحصول على
القدرات الخفية التي توصله للحقيقة ، هو يفعل كل شيء ليصل للحقيقة قبل أن يموت ، ربما
نحن نحاول الحصول على قدرة الرب أيضًا في الحكم على الناس ، أو على الأقل نحن
نحاول أن نكون قضاة نصدر أحكامنا عليهم ثم لا نسمح لأحدهم بمناقشتنا بعد أن نضرب
بمطرقتنا الخشبية .
الحقيقة
ليست ما نتوقع ، فنحن نعيش في عالم لا يديره الفلاسفة ولا حتى السوقيون ، وربما أن
هذا التنوع هو ما جعل الحياة غير مملولة الأحداث وإن كانت قاسية ، في الأساطير
الهندية أحب فتاة ثلاثة رجال إلا أنها ماتت قبل الارتباط بأحدهم ، لازم الأول
قبرها يبكي عليها عنده ، أما الثاني فاعتنى بوالدها وقام على خدمته ، الثالث مضى
في الأرض وأتى لها بدواء بعثها من جديد ، وحين بُعثت سُئلت من تتزوج ؟ ، ما تراه
حقيقة هو زواجها بمن عمل على بعثها ، إلا أنها قالت أن تصرف الثاني كان كأخ
والثالث تصرفه كحكيم ، إلا أن الذي لازم قبرها هو من تريد أن تتزوج به فهو الوحيد
الذي تصرف كعاشق !
"إن
الذي جعل الحقيقة
علقمًا = لم يخل من أهل الحقيقة جيلا"
هذه التدوينة جاءت في وقتها ربما ﻷننا جميعا تائهون فيما يتعلق بالحقائق من حولنا بالكاد نفهم حتى نتيقن من حقيقة ما،،
ردحذفكتابة موفقة
شكرا لقراءتك :)
حذفأتساءل!
ردحذفلماذا تظن بأن الحقيقة قد تهلكنا إن توصلنا إلى مضمونها ؟؟!
"
الحقيقة نور محض يعمي الناظر إليه ، وطاقة كهربية سنصعق منها إن جرت على أسلاكنا العصبية "
مساء الخير
حذفأنا لم أقصد بالحقيقة (الصواب)
بل معرفة الأشياء بمعناها الكلي ، النظرة الخالصة التي تفسر الوجود :)