السبت، 16 أغسطس 2014

إشاعة باسم الدين

غيري وأنا من شباب الألفية الثالثة محتاجون لخطاب ديني يتواءم مع تطلعاتنا ونظرتنا العصرية للحياة ، لكن السعي لعصرنة الخطاب جعل بعض الدعاة وطلاب العلم الشرعي يقعون في ورطة الترويج لإشاعات كاذبة ، فارتباطها  بعلوم العصر أكثر من العلوم الشرعية جعلهم يصدقونها بحسن نية ، وينشرونها في وسائل التواصل المختلفة ، ومن تحدث في غير علمه قال العجائب.

كان الخطاب الديني قبل سنين في مرحلة ترهيب المستمع ، كل ما كنا نسمعه حكايات تروى في مغاسل الموتى ، وحال القبور ، وأحاديث عن حسن الخاتمة ، وهذه القصص لم تكن قابلة للأخذ والرد لأنها تتحدث عادة عن موقف فردي لشخص شهد على الحادثة ربما لا نعرفه ، هذا الخطاب كان يثير خوفنا لأيام فنصاب بالتزام مفرط لحظي ثم ننسى.

ظهر بعدها خطاب يمزج بين الخرافة والعصرية ، وهو الذي روج فيه عن أشخاص تحولوا لمخلوقات ممسوخة وحيوانات لأنهم خالفوا التعاليم الدينية ، أو كحال الرسام الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة الذي يقال أنه احترق ، ومن هنا بدأنا نشكك في كل ما يقال لنا لأن هذه المنهجية أتاحت لنا التأكد من الوسائط المرفقة بالقضية ، مثلا صورة فتاة ممسوخة ظهر أنها تمثال في معرض فني ، وهكذا ..


المرحلة الرائجة الآن بكثرة هي الإعجاز العلمي وماذا قال الغرب عن الإسلام ، نجد مثلًا صور جثث عملاقة قيل تعود لقوم عاد وبالطبع نالت تقبل العامة ، وإشاعات كثيرة لا مجال لذكرها ، ونجد أقوالًا ملفقة لغربيين يشيدون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كمقولة برناردشو وفنجان القهوة الشهيرة المنسوبة لكتاب غير موجود ، وإن كان قد ذكره في بعض مسرحياته فهي قد لا تنم عن رؤاه الحقيقية ، وعلى كل لسنا بحاجة لمشاهير يشيدون بديننا ، ما فائدة ذلك إن كانت إشاداتهم لم توصلهم لأن يسلموا ؟  

هناك 8 تعليقات:

  1. فعلا…
    ما فائدة إشادتهم بديننا إن لم يقتنعوا باتباع ذات الدين؟!!

    ردحذف
  2. تشكر على االمقال

    وهذا اللي حاصل ان كل شخص يأتي بقصة وﻻ يعرف مصدرها ومدى صحتها وليس في المجال الديني فقط بل في معظم المجاﻻت إﻻ إن في المجال الديني يكون لها التأثير الأقوى.

    ردحذف
  3. كلامك منطقي

    بس ما تحس أنه:
    غالبا الانتقال بين خطاب لمرحلة فكرية معينة ﻷخرى يخلف فجوات ونوع من التيه اقصد لحد ما تصل للمقياس المطلوب تكون فيه ردة فعل عكسية للأفكار القديمة وهذا شي صعب.

    ردحذف
    الردود
    1. ها المراحل الانتقالية أعتقد أنها مقبولة في العصور الماضية
      لكن لا أجده مقبولا في عصر القرية الصغيرة بحيث تعرف ما يحدث في أمريكا قبل الأمريكيين أنفسهم بفعل وسائل الاتصال

      حذف
  4. أرى بأن ذلك شيء مطمئن لأنه دلالة على أن كل جيل يود التمسك بالدين بوسائل مختلفة وكل وسيلة تكون افضل من سابقاتها ربما يكون تأثيرها مؤقت وغير كافي ولكنها شدت الانتباه للبحث عن الحقيقة..فالشك يوصل لليقين..

    ردحذف
    الردود
    1. لكن لا نريد أن نصنع مؤمنين من خرافات :)

      حذف