الأحد، 5 يناير 2014

حش ومنازعة

ربما من المواضيع الوراد تناولها في مجالسنا كشباب
هي المواضيع المتعلقة بعلاقاتنا بالآخرين وثقافة النقد خصوصًا

 
،،
بداية لماذا ننتقد الآخرين؟
هناك أسباب حسب ما عرفت يكون لها دور في قدح الرغبة في النقد لدى الأشخاص
ولأكن صادقًا.. قلة قليلة من الذين ينصحون أو (ينقدون) يريدون وجه الله فيما يفعلونه
وربما أكثر منهم بقليل أولئك الذين ينقدون ليحدثوا تغييرًا في الواقع
فبعضهم ينقد لأجل أن يشفى غليله من شخص أساء إليه
وآخر ينقد شخصًا فقط لأنه (ما داش مزاجه)
يبدو أن كثيرين منا يتجهون للنقد .. رغبة منهم بإحداث انتصار داخلي
لاسيما حين ينزل النقد لمستوى احتقار الآخر
الروائي أحمد خالد توفيق ذكر جملة أعجبتني :
 (إن احتقار الآخرين يشعرنا برضا بالغ عن أنفسنا. يشعرنا بأننا قضاة!)
هكذا يكون النقد في كثير من الأحيان .. مجرد إشفاء للغليل ، يشعرنا أن الآخرين دوننا مستوى
نحن أهل الله والجنة .. والآخرون مجرد حشرات أو جهلة لا يفقهون شيئا

 
،،
والكتابة أو الحديث ليسا الوسيلة الوحيدة لنقد الواقع وإظهار عدم موافقتنا عليه
فهو يد أو لسان أو قلب بنص الحديث الشريف .. وقس على الثلاثة ما شاكلها في عصرنا الحديث
قد تكون وسيلة النقد نومًا عند حضور مسرحية أو محاضرة كما أشار لها الأديب الإيرلندي الساخر برناردشو

 
،،
يحدث أن كثير من الأشخاص ينقدونك من ورائك ولا يستطيعون مواجهتك
وأنت بمصادرك قد تصلك رائحة طبخة أناس ينقدونك سرًا قبل إزاحة القدر من النار .. وهذا مفيد أو مدعاة للفتنة حسب سياستك وحسن تصرفك
أحيانًا على النقيض .. تنقد شخصًا أمام رفيق لك بحكم أنه سر دفين  .. وتتفاجأ بعدها أن ذلك الشخص الذي نقدته يظهر لك العداوة لمجرد فضفضة أبديتها لشخص لا يستحق
 المضحك أحيانًا أنك قد تحاول إيصال نقد بطريقة غير مباشرة تجنبًا لصدامات مع الشخصيات المعنية ، لكن ما يعيب هذه الطريقة أن كثيرين من اللامعنيين في القضية يظنون أنهم المقصدون

 
،،
يبقى أننا نقرأ في كتابنا المقدس الذي نتعبد بتلاوته قوله تعالى : (عبس وتولى)
وهو نقد إلهي لشخصية النبي الكريم الذي ارتقى للكمال أكثر من المساكين أمثالنا
ورغم ذلك كان يرد حين يلقى ابن أم مكتوم بكل لطف "أهلا بمن عاتبني فيه ربي"
فقط .. إن كنا غير قادرين على تقبل الآخرين كما هم ، فهذا يلزمنا أن نعاجل بإنهاء حياتنا لئلا نرتكب حماقات لا تنتهي :)


05-01-2014

هناك تعليق واحد: