الخميس، 11 سبتمبر 2014

المهارات وصناعة التغيير

** عن عرض قدمته وقمت بتفريغه هنا كتدوينة


مرحبًا بالجميع
شرف لي أن أقف أمامكم لأشارككم أفكاري حول (المهارات الشخصية والتغيير)
ربما ليس لدي قدر كبير من الأجندة لأستعرضها
كل ما سأتحدث عنه سيكون عن العلاقة بين المهارات الشخصية والتغيير
وسأضرب لاحقًا بعض الأمثلة التاريخية على هذه العلاقة الذهبية
ربما سأذكر في هذا العرض الكثير من المعلومات المملة
أرجو أن تأخذوا راحتكم في الاستماع أو دونه

في البداية أحب أن أشبه العلاقة بين التغيير والمهارات الشخصية بالعلاقة بين الحصان والرجل الذي يقوده ، كما أنني أؤمن أن مهاراتنا الشخصية طاقة كامنة تتحول إلى تغيير ما إن تحرر ، وكلما قرأت أكثر كنت أجد أن التغيير الذي أحدث في العالم كان يبدأ عادة بشخص واحد آمن بنفسه ونقل العالم للأفضل ، حين لم ينتظر شخصًا آخر ليفعل ذلك ، آمن بنفسه وحسب.

قد تسألني كيف يمكنني أن أصنع التغيير الذي أريده في العالم ، صدقني بإمكانك أن تصنعه بدون أن تسمع ، ولتجعل العالم هو من ينصت لك ، بيتهوفن كان أصمًا إلا أن وضع عصًا بين رأسه والبيانو ، ومن خلال اهتزازات العصا استطاع أن يقدم لنا ثلة من السيمفونيات المدهشة ، كما أنك تستطيع صنع التغيير بدون أن تتكلم ، ودع العالم هو من يتحدث عنك ، تشارلي تشابلن فعلها في أفلامه الكوميدية الصامتة ، كما أننا نستطيع أن نحارب العالم بطرقنا السلمية ، وهو ما فعله غاندي حين صام 17 مرة على فترات مختلفة من حياته لينقل الهند إلى الاستقلال من بريطانيا .
لديك حياة واحدة لكنك تستطيع صنع الكثير فيها ، بيليه مثلًا استطاع أن يحرز أكثر من 1000 هدف في المستطيل الأخضر كلاعب كرة قدم ، ودافنشي – أي رجل مبدع كان ! – اخترع أكثر من 40 آلة ابتداء بالمقص وانتهاء بتصميم الطائرة.

صدقني لو كان لديك مهارات شخصية جيدة ستغطي على جانبك السيء إن وجد ، جميعكم مثلًا يعرف أرسطو كفيلسوف يوناني عظيم ، لكن ربما لا يعرف أحدكم عن نظرياته المجنونة ، فقد اعتقد مثلًا أن أسنان المرأة أقل من أسنان الرجل ، لكن محاسنه طغت على مساوئه ، على جانب آخر ينبغي أن نركز على أهدافنا ونؤمن بنا لنحققها ، ذات يوم من العصور القديمة أراد جندي روماني قتل أرخميدس ، في الوقت الذي كان فيه أرخميدس منشغلًا برسم دائرة ، فقال للجندي "دعني أكمل دائرتي ، واقتلني بعدها إن شئت".

ربما ليس لدي الكثير من الوقت ، لكنني أحب أن أختم باقتباسي المفضل من مسرحية هاملت لشكسبير "أكون أو لا أكون .. هذا هو السؤال"

شكرا ،،، 

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

سقع الديك؟


كثير من القراء العاديين وأنا منهم نشعر بالغثيان من الاستعراض اللغوي في الكثير من المقالات ، بالتأكيد أن الأحاديث الأدبية من لوازمها اللياقة اللغوية ، حتى أن رجلًا أراد تحدي سيبويه ، وحين طرق باب بيته خرجت له جاريته فقالت له حين سأل عنه : "فاء إلى الفيافي ليفيء لنا بفيء فإذا فاء الفيء فاء" ، فأدرك في نفسه إن كانت جاريته بهذا المستوى فإن الهروب نصف المرجلة كما يقولون، لكنني أتحدث عن المقالات العامة والتي تناقش قضايا المجتمع ، إيصال فكرة للناس قد ينقّط بكلمات يسيرة من مجموعة (السيميائية والبيروقراطية والسيكولوجيا) وهذا يدفع لتثقيف القارئ ، لكن إمطار القارئ بهذه المصطلحات سيغرقه ويقرفه مما يقرأ.

على جانب آخر ، كثيرون يستفزون من اللغة الخشبية التي تبدو أنها لم تبتلع روح العصر ، وربما هذا ما دعا الشاعر كامل شناوي أن يلصق بمجمع اللغة العربية –رغم نفي الأخير لذلك- إشاعة أنهم عربوا (الساندويتش) بـ (الشاطر والمشطور بينهما كامخ) ، وأتفهم هذا الموقف المناهض كثيرًا فإذا كانت ضريبة محافظتنا على قداسة اللغة صافية نقية سيجمد مرونة تعاملاتنا فهذا سيجعل الناشئة ينفرون منها ، ولي أن أستطرف بالنحوي الذي سأل غلامه (أصقعت العتاريف؟) وبالتأكيد أن غلامه لم يفهمه فأجابه بكلمة من خياله : قزفيلم ، وحين سأله معلمه عن معناها طلب من معلمه تفسير سؤاله أولًا ، فأخبره أنه عنى "أصاحت الديكة؟" ، وفي هذه اللحظة استغل الغلام الموقف ليلوي عنق كلمة "قزفيلم" أنها صاحت ، ولو وُضعتُ في ذات الموقف ربما سأسأل بلغتي الدارجة "سقع الديك وابعده؟".

السبت، 16 أغسطس 2014

إشاعة باسم الدين

غيري وأنا من شباب الألفية الثالثة محتاجون لخطاب ديني يتواءم مع تطلعاتنا ونظرتنا العصرية للحياة ، لكن السعي لعصرنة الخطاب جعل بعض الدعاة وطلاب العلم الشرعي يقعون في ورطة الترويج لإشاعات كاذبة ، فارتباطها  بعلوم العصر أكثر من العلوم الشرعية جعلهم يصدقونها بحسن نية ، وينشرونها في وسائل التواصل المختلفة ، ومن تحدث في غير علمه قال العجائب.

كان الخطاب الديني قبل سنين في مرحلة ترهيب المستمع ، كل ما كنا نسمعه حكايات تروى في مغاسل الموتى ، وحال القبور ، وأحاديث عن حسن الخاتمة ، وهذه القصص لم تكن قابلة للأخذ والرد لأنها تتحدث عادة عن موقف فردي لشخص شهد على الحادثة ربما لا نعرفه ، هذا الخطاب كان يثير خوفنا لأيام فنصاب بالتزام مفرط لحظي ثم ننسى.

ظهر بعدها خطاب يمزج بين الخرافة والعصرية ، وهو الذي روج فيه عن أشخاص تحولوا لمخلوقات ممسوخة وحيوانات لأنهم خالفوا التعاليم الدينية ، أو كحال الرسام الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة الذي يقال أنه احترق ، ومن هنا بدأنا نشكك في كل ما يقال لنا لأن هذه المنهجية أتاحت لنا التأكد من الوسائط المرفقة بالقضية ، مثلا صورة فتاة ممسوخة ظهر أنها تمثال في معرض فني ، وهكذا ..


المرحلة الرائجة الآن بكثرة هي الإعجاز العلمي وماذا قال الغرب عن الإسلام ، نجد مثلًا صور جثث عملاقة قيل تعود لقوم عاد وبالطبع نالت تقبل العامة ، وإشاعات كثيرة لا مجال لذكرها ، ونجد أقوالًا ملفقة لغربيين يشيدون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كمقولة برناردشو وفنجان القهوة الشهيرة المنسوبة لكتاب غير موجود ، وإن كان قد ذكره في بعض مسرحياته فهي قد لا تنم عن رؤاه الحقيقية ، وعلى كل لسنا بحاجة لمشاهير يشيدون بديننا ، ما فائدة ذلك إن كانت إشاداتهم لم توصلهم لأن يسلموا ؟  

الاثنين، 11 أغسطس 2014

حقيقة .. ربما

أثق جدًا أن الحقيقة أمر بغاية الصفاء ، لكنني ربما لن أواصل مجاملتها لأصفها باللذيذة ، فهي التي أراد عنترة أن يستلذها بعزة رغم مرارتها (بل فاسقني بالعز كأس الحنظل) ، نحن كائنات لا تستطيع استساغة طعم بهذا التركيز في شربة واحدة ، ربما نحتاج لمزيد من الزمن لنصل إلى كنهها ، الحقيقة نور محض يعمي الناظر إليه ، وطاقة كهربية سنصعق منها إن جرت على أسلاكنا العصبية.

آمن الإنسان القديم أن قوة ما يأكله ستنتقل إليه ، لذا وصل به الطموح لأن يحاول التهام الرب ، وحين عجز عن ذلك صنع التماثيل على هيئة الرب التي يراها ، كصنم التمر الذي أكله عمر ربما ، أو كالآلهة المكسيكية التي صنعت عجينتها قبل التهامها من الدقيق ودماء أطفال ضحي بهم ، ربما سيتحول الإنسان إلى كائن بهذه الوحشية للحصول على القدرات الخفية التي توصله للحقيقة ، هو يفعل كل شيء ليصل للحقيقة قبل أن يموت ، ربما نحن نحاول الحصول على قدرة الرب أيضًا في الحكم على الناس ، أو على الأقل نحن نحاول أن نكون قضاة نصدر أحكامنا عليهم ثم لا نسمح لأحدهم بمناقشتنا بعد أن نضرب بمطرقتنا الخشبية .

الحقيقة ليست ما نتوقع ، فنحن نعيش في عالم لا يديره الفلاسفة ولا حتى السوقيون ، وربما أن هذا التنوع هو ما جعل الحياة غير مملولة الأحداث وإن كانت قاسية ، في الأساطير الهندية أحب فتاة ثلاثة رجال إلا أنها ماتت قبل الارتباط بأحدهم ، لازم الأول قبرها يبكي عليها عنده ، أما الثاني فاعتنى بوالدها وقام على خدمته ، الثالث مضى في الأرض وأتى لها بدواء بعثها من جديد ، وحين بُعثت سُئلت من تتزوج ؟ ، ما تراه حقيقة هو زواجها بمن عمل على بعثها ، إلا أنها قالت أن تصرف الثاني كان كأخ والثالث تصرفه كحكيم ، إلا أن الذي لازم قبرها هو من تريد أن تتزوج به فهو الوحيد الذي تصرف كعاشق !


"إن الذي جعل الحقيقة علقمًا = لم يخل من أهل الحقيقة جيلا"

السبت، 5 يوليو 2014

الدارونية : قراءة كتب

تشارلز دراون هو الرجل رقم (17) في قائمة المئة الأكثر تأثيرًا عبر التاريخ "الخالدون المائة" ، قام دارون برحلة على مدى 5 سنوات على متن السفينة (بيغل) ، وقد سجل في رحلته هذه مشاهداته للأحياء التي انتهت بإطلاق كتابه أصل الأنواع عام 1859م ، الذين وافقوا دارون أو خالفوه لا يسعهم إنكار المصداقية التي اتسم بها في عرض نظريته ، فضلًا عن اجتهاده للوصول لما يراه حقيقة ، كان يرسل هنا وهناك ليتحرى الحقيقة ويقضي بقية وقته في الكتابة وتشريح العينات ، ولا غريب أن تحتفظ إحدى الجامعات بـ15000 رسالة لدارون.
ليس هدفي هنا الحديث عن كتاب أصل الأنواع ، سأبدأ ببعض الكتب العربية التي وقفت مع نظرية التطور لداروين ، البداية مع كتاب (قانون التطور) لعبدالله صالومة ، توقف مع نقطة "البقاء للأفضل" ورأى بديلًا لها "الارتقاء للأفضل" ، وذكر أن كلمة الأفضل تختلف حسب المرحلة فكانت تعني الأكثرة قدرة على التكاثر ثم الأذكى ثم الأكثر تنظيمًا وهكذا ، لفتني ذكره مصطلح "المجتمع العربي المتخلف" على أنها قد تعتبر مرحلة سابقة للمجتمعات الأوروبية والأمريكية المتقدمة ، كتاب آخر هو (نظرية التطور وأصل الإنسان) لسلامة موسى الذي سار على ذات النهج الذي يحاول فيه شرح أن الإنسان له سلف من أشباه القردة التي تعتبر كثدييات متطورة عن الزواحف المتطورة عن الأسماك.
بينما سعى بعض المؤلفين المسلمين إلى إعادة النظر في الآيات القرآنية ، واعتبارها أنها تحتمل معنى التطور لآدم من أسلاف سابقة ، منها فصل "موقف الدين من نظرية التطور" في حوار مصطفى محمود مع صديقه الملحد ، وكان د.مصطفى قد أثار قضية التناسخ في روايته العنكبوت وأشار للجسم الصنوبري كعضو معطل في جسم الإنسان ، الذي يعتبره التطوريون عضوًا أثريًا أو ضامرًا عن أسلافه المنقرضة ، وتأتي التأييدات الحقيقية للدارونية مع عبدالصبور شاهين في كتابه "أبي آدم" ، ومن بعده انطلق عمرو شريف لصياغة كتابه "كيف بدأ الخلق" ، وأشار مثلًا لكائنات وسيطة بين الزواحف والثدييات كآكل النمل ، وتحدث عن خلق الإنسان دينيًا ومن ناحية علمية.
تأتي بعض الكتب كهجمة مرتدة ليست على الداروينية فحسب ، بل على النوع المتأسلم منها وللذين آمنوا بالتطورية بتوجيه من خالق يسيرها ، منها كتاب "الداروينية المتأسلمة" لعمرو عبدالعزيز وناقش التناقضات في فكر الداروينية بنوعيها ، وضربة أقوى كانت من هارون يحيى في كتابه "خدعة التطور" وقد تناول ما رآه زيفًا وتدجيلًا في الحقائق ، وحاول ضرب الدارونية في مقتل من خلال نقض الأسس التي ترتكز عليه الدارونية استنادًا على مصادر معتبرة.

محمود الرواحي
@Mahmoodrawahi
5 يوليو 2014م

الجمعة، 2 مايو 2014

الدكتور في تويتر



كنا نسمع في حكايات أدبنا العربي عن "العسس" وهم الذين يعملون لدى الخليفة كاستخبارات ويخالطون الناس ، حتى يستروح لهم الناس فيفضون لهم بشكواهم عن النظام المهيمن ، والشكوى للعسس تنتهي بالسجن أو القبر ، نظام العسس تطور في عصرنا بما يتناسب مع روحه ، أستطيع أن أشخص المفهوم وفق عالمي الذي أنتمي إليه وهو الجامعة ، دائمًا كانت تصلني معلومات من تحت الطاولة عن طلاب يفشون أسرار زملائهم أمام الدكاترة المحاضرين ، يتطور الوضع لأن يتجه بعض الطلاب لفتح صفحات الفيسبوك وتويتر والمدونات أما أعين الدكاترة ، ليظفر ذلك الواشي بحظوة عند الدكتور وبالتالي المعدل الذي يرغب به ، كما يطفئ بعض الدكاترة نار فضولهم البغيض في معرفة ما هي وجهات نظر طلابهم تجاههم.

أنا أؤمن أن نجاح أي عملية ينبني على الحوار المتبادل بين طرفي القضية ، لكن المشكل في كثير من المحاضرين أنهم لا يتقبلون وجهات نظر طلابهم ، مما يجعل الطلاب ينسون البحث عن حل للمشكلة ويتجهون لتدوين مشاكلهم في وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد الفضفضة وحسب ، والعائق هنا أمام فضفضتهم أن هناك طلابًا كما ذكرت يعتبرون زبانية لهؤلاء المحاضرين ، فينقلون تقارير دورية عن زملائهم دون شعور بالحرج تجاه خيانتهم اللامسؤولة.

سمعت عن دكتور لا أذكر من أي دولة انتقده أحد طلابه في تويتر ، وفي محاضرة اليوم التالي جعل الدكتور تلك التغريدة خلفية لسطح مكتب جهاز العرض في الصف الدراسي دون أن يتحدث ، أسلوب الحرب الباردة هذا أحترمه كثيرًا ، فأجد أن الدكاترة الذي يؤنبون طلابهم على تغريدات ومنشورات أمر أكثر سخفًا ، خصوصًا أن بعض الدكاترة لا يتابعون طلابهم لكنهم وضعوهم في قائمة سرية ليطلعوا على جديدهم ، ولست أدري لماذا؟ ، يقول لي أحد الزملاء : إن حدث واستدعاني دكتور ليناقشني في تغريدة سأرفض إكمال الحديث بحجة أن الحديث لا يخصه ، وربما أركن لوجهة نظر زميلي فهو محق فيما يقول ، فرغم وجود كثير من المحاضرين في تويتر إلا أنهم لا يردون على طلابهم بينما يؤنبونهم في الحصص الدراسية وخلف أبواب المكاتب ، والأحرى بهم أن يتركوا ما لتويتر لتويتر ، وهنا أستغل الفرصة لأشيد بدكاترة أخذوا أريحية في التعامل مع طلابهم في تويتر حتى أنهم يناقشون طلابهم فيما يصعب عليهم في حياتهم الدراسية ، فهم ينزلون عن التكلف و (يمنشنون) بلغتهم السهلة الجميلة.



ختامًا .. أساتذتي الكرام : ألجموا كتابات طلابكم عنكم بحسن تعاملكم معهم ، وفي النهاية الكتابة حق مشروع للجميع فلا تسلبوا الكاتب حقه ..

الخميس، 27 مارس 2014

نظرة للاختلاط في #جسق ومؤسسات التعليم العالي


الاختلاط .. ربما يمثل حاليًا موضوعًا مؤرقًا لدى كثيرين ، وبالتأكيد لا يحق لي أن أتحدث عن الموضوع كرجل دين أو مشرّع فلست أيًا منهما ، تذكرت وأنا أريد الكتابة عن الموضوع قصة ذكرها أحد الأقارب حيث يذكر لنا أن أحد زملائه بجامعة خليجية تأخر في خطته الدراسية عن أقرانه واضطر أن يسجل مادة لم يسجلها غيره من الذكور، في تلك الجامعة التي تفصل فصول الطلاب عن الطالبات ، وبالطبع لم تتح له الجامعة فرصة الدراسة في فصل الطالبات ، وإنما هُيء له فصل دراسي يُنقل له بالفيديو شرح الدكتور للمحاضرة من فصل الطالبات مباشرة ، ويعلق أحدهم لم لا تحذو جامعتنا حذو هذه الجامعات في الاختلاط إن أرادت أن تكون الجامعة مشتركة مراعاة للتكاليف الاقتصادية.

نبدأ بتناول القضية من المحور الأول ، والذين يقولون أن الاختلاط أو دونه هو واقع لا نستطيع تغييره من جامعاتنا ، وليس بيدنا إلا حلين أولهما أن نمنع بناتنا وأخواتنا من مزاولة الدراسة في الجامعات المختلطة وعلى رأسها جامعة السلطان قابوس، والحل الآخر هو الرضى بحال تعليم العالي كما هو ، ويرى البعض أن منع المرأة من مواصلة تعليمها ربما هو وقوف في طريق مستقبلها ، حيث أن هذا التصرف هو محاولة للقيام بتجهيل ضمني أو حصر لعقلية تفكير النساء في المجتمع وعلى مدى ضيق ، يقول لي أحدهم أن مشاهداته – ولا أدري عن تفاصيل هذه المشاهدات- تجعله لا يمانع إطلاقًا في منع أخواته وبناته من دراسة التعليم العالي ،  فهو يرى أن المرأة ترغب في الدراسة لأحد سببين الأول غيرتها من قريناتها اللاتي تراهن يكملن تعليمهن ، والسبب الآخر هو أن دراسة المرأة ومن بعد ذلك التحاقها بالعمل هو ورقة ضغط على الرجل في المستقبل وذلك حين تتوفر لديها قدرة مالية تجعلها قادرة على التمرد على كثير من أوامره.

 وعلى كل هؤلاء الذين يمتلكون هذه الفكرة وليس لديهم مشكلة أن يفصحوا عنها في وسائل التواصل الاجتماعي يواجهون أحيانًا أسئلة معلقة من طالبات في خضم الدراسة الجامعية:

·         هل ما يحدث هو اختلاط فعلًا؟ خصوصًا أن جامعة السلطان قابوس على سبيل المثال لها من الإجراءات الشيء الكثير الذي قد يقلص اتساع النظرة السوداوية في أعين كثيرين ، لاسيما تلك المتعلقة في إجراءات الدخول والخروج من الجامعة ، فضلًا عن متابعة الأمن المستمرة لكثير مما يحدث ، وطبعًا لا يوجد احتواء متكامل لكنه يفي بالغرض.

·         هل نحن مطالبون بتبرير دراستنا في الجامعة؟ ، الملفت أن هذا السؤال يطرحنه بعض الطالبات لقريناتهن اللاتي يجبن المجتمع أن المرأة شاركت مع الجيوش كمقاتلة وممرضة في طفولة الدولة الإسلامية وبين نبيها ، فلم هذا الهجوم على دراسة الطالبات في الجامعة وهن في محفل دراسة لا يقل شأنا عن المهام التي كانت تمارسها المرأة المسلمة قديمًا وذلك وفق الضوابط الشرعية بالتأكيد.

·         هل المشكلة في الاختلاط أصلًا؟ ، وجهة نظر أخرى ترى أن الاختلاط ليس هو المشكلة الفعلية أصلًا وفق النسق الملتزم الذي يسير عليه حاليًا ، وإنما أن الخروقات المشاهدة والتي تعمم في مؤسسات التعليم العالي على الجميع هي تراكمات للتساهل التربوي لدى الأسرة بالدرجة الأولى ، فضلًا عن العوامل الأخرى المتعلقة بالعصر والتي تفرض على كل شخص أسرًا وهمية في العالم الإلكتروني شاء أم أبى.

يخبرني كثيرون أن المشكل كل المشكل في الاختلاط هو صرعات اللباس التي تظهر كل مرة ، ويعلق أحدهم ساخرًا "حتى العباءة صارت بحاجة لعباءة أخرى" ، وعلى كل هذه المشاهدات الفردية ربما لا ينبغي أن تعمم على الوضع العام ، بجانب أن المرأة في دور التعليم العالي صارت أقل صبرًا حين يُتناول هذا الموضوع  في وجهها بهذا الاستخفاف ، فهي ترى أن التعليم العالي موجود على هذه الوضعية هو الموجود ، وحنق المجتمع غير مبرر إطلاقًا خصوصًا أن الاختلاط في مؤسسات التعليم العالي كجامعة السلطان قابوس يعتبر مقبولًا جدًا، هذا إن اصطلح على تسميته اختلاط أصلًا ، ولا توجد صفقة للاختيار بين التعليم واللاتعليم (اتقاء للاختلاط) ، إنما الخيار هو في كلا الحالتين هو مضي مع الاختلاط بشكله الحالي والاختيار بين أن يشرف الشخص أهله بأخلاقه أو العكس.

 

على فكرة ما كتبته لا أريد أ أكون به ضد أو مع أحد ، أنا طالب في فصلي الأخير بجامعة السلطان قابوس ، ولا يعني لي كثيرًا بعض التعليقات الغير مبررة ، كل ما كتبته هو خلاصة ما سمعت ورأيت .. ودمتم بخير :)