السبت، 28 ديسمبر 2013

لقد كبرنا

 
 
 
لأن القدر اختارنا لأن نعيش في هذا الزمن
فنحن في ورطة حقيقية كوننا وقعنا في أزمة توفيق
فقد عشنا سنوات من القرن الماضي مرت برتن أبطأ من سنوات هذا القرن
جميعنا مر بتجارب صارمة في مجتمع حتى يُتقبل فكرة ما
المجتمعات في أي مكان كانت ، أصرت يومًا على فكرة وتنازلت عنها تباعًا
ومن هم في مثل عمرنا يذكرون مواقف تتكرر بينهم
حين يذهب لمحل الحلاقة لابد أن يحق بمقاس رقم (1) أو صفر
وإذا حلق شعرًا يومًا بمقاسين مختلفين يجبره والده على العودة لحلاقة شعره كاملًا
طبعًا بعد علقات ساخنة من الكلام والضرب (بالخضرية) أحيانًا
ونحن كساكني الريف
كنا نعتبر أنفسنا قد كبرنا
حين يسمح لنا بأن نرعى القطيع وحدنا
وحين يترك  أمر سقي الفلج تحت مسؤوليتنا
حين نترك لغيرنا موضوع تضييف الزوار بصب القهوة
لكن في هذا العصر المزدحم بالمادة
صار لزامًا علينا أن نحفل بجرعات معنوية أكثر لنشعر أننا أكبر
أكبر من
أن (يعازمك) والدك في مناشدة الضيف
أو أن يستشيرك من هم أكبر منك في قضاياهم المصيرية
 
لا أنكر أنني عاجز عن تعريف مفهوم "لقد كبرت"
عندي وعندي غيري من الشباب في مثل عمري
أصدقاء أعرفهم
يعتبرون أنهم كبروا حين يحفلون بإنجازات مادية
الحصول على رخصة قيادة - امتلاك سيارة - امتلاك آخر صيحات الهواتف
وهذا ما يجعلهم لا يلتقطون صورهم إلا بوجود هذه الأشياء ومثلها
لأنهم لا يجدون لأنفسهم قيمة بغياب المادة
 
جانب آخر من الشباب لديهم حب للمعنى وإن لم يبالغوا لإيصاله لمرحلة التصوف
ربما يبدون أكثر عاطفية أو تجريد في النظر للقضايا
فيحتفظون برسائل القديمة للأشخاص الأعزاء على قلوبهم أو ...
 
أطلت الكتابة
ربما ما كتبته يكفي لإيصال الفكرة
 
28-12-2013
 

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. نعم قيس
      شكرا لإضافتك
      وكن بالقرب دائما :)

      حذف
  2. "لأنهم لا يجدون لأنفسهم قيمة بغياب المادة"
    حقيقة أعجبتني هذه الجملة
    برأيي أننا كلما كبرنا لانزال نرى انفسنا صغار..
    و خاصة عندما نرى من هم أكثر منا عمرا و خبرة
    و مفهوم الكبر لدينا الان يتصور بطريقة مختلفة في أذهاننا عما كنا نتصوره في الطفولة..

    ردحذف